.. وسَقاكم من
حوضه
«عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام، (أنه قال يوماً
لبعض شيعته): عَرفتمونا وأنكرَنا الناس، وأحببتمونا وأبغضَنا الناس،
ووصلتمونا و قطَعنا الناس، رزقَكم اللهُ مرافقةَ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم،
وسَقاكم من حوضه».
(البرقي، المحاسن: 1/161-162)
سعد الخير
«روى المفيد.. في كتاب (الاختصاص)، بأسناده عن
أبي حمزة الثماليّ، قال: دخل سعد بن عبد الملك [الأموي] على أبي جعفر
الباقر عليه السلام، فبينا
ينشج كما تنشج النساء، فقال أبو جعفر عليه السلام: ما يُبكيك يا
سعد؟
قال: وكيف لا أبكي،
وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن!
فقال له: لستَ منهم،
أنت أمويٌّ منّا أهلَ البيت. أما سمعتَ قول الله عزّ وجلّ يحكى عن
إبراهيم عليه السلام: ﴿.. فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي..﴾؟». (إبراهيم:35)
[وكان الإمام الباقر عليه السلام يسمّيه
سعد الخير، وقد خصّه بوصيّة، وهو من ولد عبد العزيز بن مروان بن الحكم]
(الفيض الكاشاني، الوافي: ج26/ هامش ص 89)
"تواضَعْ"!
«..
قال أبو النضر: سألت عبد الله بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن
مسلم، فقال كان رجلًا شريفاً موسِراً، فقال له أبو جعفر ( الباقر) عليه السلام: "تواضَعْ"!
فلما انصرف إلى الكوفة أخذ قوصرةً من تمرٍ مع الميزان، وجلس على باب
المسجد، و جعل يُنادي عليه، فأتاه قومه فقالوا: فضحتنا!
فقال: إن مولاي أمرَني بأمر، فلن أُخالفه، و
لن أبرحَ حتّى أفرَغ من بيع هذه القوصرة.
(القوصرة: ما تُكنز فيه الثمار)
فقال له قومه: إذا أبيتَ إلا أن تشتغل ببيعٍ و شراء
فاقعُدْ في الطحّانين، فهيّأ رحًى و جملاً و جعل يطحن».
(المحدّث النوري، مستدرك الوسائل: 13 / 60)
مَا قلَّ و كفى خيرٌ ممّا كثُر و ألهى
«رُوي عن الإمام عليّ بن الحسين عليهما
السلام أنه قال: مرّ رسولُ الله صلّى الله عليه و آله
وسلّم براعي إبلٍ، فبعثَ يستسقيه.
فقال: أما ما في ضروعها فصَبوحُ الحيّ (وجبة الصباح)، و أما ما في آنيتنا فغَبوقُهم (وجبة العشاء).
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم: (اللّهُمّ أكثِر مالَه و ولدَه).
ثم مرّ براعي غنمٍ، فبعث إليه يستسقيه. فحلب له ما في ضروعها، و أكفأ (أي صبّ) ما في إنائه في إناء رسول الله صلّى الله عليه
و آله وسلّم، و بعث إليه بشاة، و قال: هذا ما عندنا، و إنْ أحببتَ أن نزيدَك
زدناك.
قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم: (اللّهُمّ ارزُقْهُ الكَفاف).
فقال له بعض أصحابه: يا رسولَ الله، دعوتَ للّذي رَدَّكَ
بدعاءٍ عامَّتُنا نحبّه، ودعوتَ للّذي أسعَفَكَ بحاجتك بدعاءٍ كلّنا نَكرهُه؟!
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله وسلّم: (إنّ مَا قلَّ و كفى خيرٌ ممّا كثُر وألهى، اللّهُمّ ارزقْ محمَّداً وآلَ محمّدٍ
الكفاف)».
(الكليني، الكافي: 2/140-141)